عمر بن الخطاب رضي الله عنه
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
عمر بن الخطاب رضي الله عنه
عمر بن الخطاب رضي الله عنه
اسمه و نسبه :
هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله ، ينتهي نسبه على بن لؤي القريشي العدوي . و كنية عمر ابو حفص ، و لقبه الرسول صلى الله عليه و سلم بالفاروق لتحريه الحق ، و الصدع به دون أن تأخذه في الله لومة لائم .
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أشراف قريش ، و إليه كانت السفارة في الجاهلية ، إذ أن قريشا كانوا إذا وقع بينهم حرب او بينهم و بين غيرهم حرب بعثوه سفيرا ، و إن نفرهم منافر ، أو فاخرهم مفاخر رضوا به ، وبعثوه منافرا و مفاخرا .
إسلامه :
. أسلم عمر بن الخطاب سنة ست من النبوة بعد أن دخل رسول الله ³ دار الأرقم، وبعد أربعين رجلاً وإحدى عشرة امرأة. وقيل: أسلم بعد تسعة وثلاثين رجلاً وعشرين امرأة، فكمل الرجال به أربعين رجلاً. ويروى عن ابن عباس أنه قال: ¸أسلم مع رسول الله ³ تسعة وثلاثون رجلاً وامرأة، ثم إن عُمر أسلم فصاروا أربعين، فنزل جبريل عليه السلام بقوله تعالى: ﴿يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين﴾ الأنفال: 64. .
وكان النبي ³ يقول: (اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب، قال عبد الله بن ع مر راوي الحديث وكان أحبهما إليه عمر ) رواه الترمذي بإسناد صحيح. وعن ابن عباس، رضي الله عنه، أنه لما أسلم عمر كَبّر أهل الدار تكبيرة سمعها أهل المسجد، وقال: يا رسول الله ألسنا على الحق؟ قال (بلى) قال: ففيم الاختفاء؟ فخرج رسول الله ³. وعن صهيب بن سنان، قال: لما أسلم عمر رضوان الله عليه، ظهر الإسلام، ودعي إليه علانية، وجلسنا حول البيت حلقًا وطفنا بالبيت، وانتصفنا ممن غلظ علينا، ورددنا عليه بعضًا مما كان يأتي به.
هجرته :
عن عبد الله بن العباس، قال: قال لي عليّ بن أبي طالب: ما علمت أن أحدًا من المهاجرين هاجر إلا مختفيًا، إلا عمر بن الخطاب، فإنه لما هَمَّ بالهجرة تقلّد سيفه، وتنكب قوسه، و انتضى في يده أسهمًا، ومضى قِبل الكعبة، والملأ من قريش بفنائها، فطاف بالبيت سبعًا متمكنًا، ثم أتى المقام فصلى متمكنًا، ثم وقف على الحلق واحدة واحدة، وقال لهم: شاهت (قَبُحت) الوجوه، لا يُرْغِمُ الله إلا هذه المعاطس، من أراد أن تَثكُله أمه، ويوتِم (أي ييتِّم) ولده، ويرمل زوجته، فليلقني وراء هذا الوادي. قال علي رضي الله عنه فما تبعه أحد إلا قوم من المستضعفين عَلَّمهم وأرشدهم، ومضى لوجهه.
شهوده غزوة بدر و غيرها :
وغيرها. شهد عمر بن الخطاب مع رسول الله ³ غزوة بدر، وأُحد، والخندق، وبيعة الرضوان، وخيبر، والفتح، وحُنين، وغيرها من المشاهد، ولم يغب عن غزوة غزاها رسول الله ³. وكان أشد الناس على الكفار. وأراد رسول الله ³ أن يرسله إلى أهل مكة يوم الحديبية، فقال: ¸يارسول الله، قد علمت قريش شدة عداوتي لها، وإن ظفروا بي قتلوني•، فتركه وأرسل عثمان بن عفان.
وهو الذي أشار على رسول الله ³ بقتل أسرى المشركين ببدر، والقصة مشهورة. وهو من الصحابة الذين ثبتوا مع رسول الله ³ يوم أُحد. وقد بعثه رسول الله ³ في شعبان سنة سبع للهجرة أميرًا على سرية في ثلاثين رجلاً إلى عجر هوازن بتربة، وجاء عمر محالهم فلم يلق منهم أحدًا، فانصرف راجعًا إلى المدينة.
علمه :
كان عمر وافر الحظ من العلم والفقه، سواء ما كان عليه في الجاهلية من عظيم شغف بالشعر والأمثال والطرف الأدبية، أو ما حاز من وافر حظ من علم الشريعة في الإسلام. فهو الخطيب الموهوب والمؤرخ الأديب والفقيه المشهور بين الفقهاء كاشتهار أدبه والمطَّلع على تاريخ قومه. فكان عبد الله بن مسعود يقول: ¸كان عمر أعلمنا بكتاب الله، وأفقهنا في دين الله• وكان إذا اختلف أحد في قراءة الآيات قال له: اقرأها كما قرأها عمر، وأطنب فقال: ¸لو أن علم عمر بن الخطاب وُضع في كفة ميزان، ووضع علم الأرض في كفة لرجح علم عمر بعلمهم، ولقد كانوا يروون أنه ذهب بتسعة أعشار العلم•. وقال محمد بن سيرين: ¸إذا رأيت الرجل يزعم أنه أعلم من عمر فشك في دينه•. وكل ما فسر به آي القرآن في معرض الحكم والعظة فهو التفسير الراجح في وزن العقل والدين، وكل ما استخرجه من أحكام الشريعة فهو الحكم الواضح الصحيح.
كان ينصح للعلماء والمتعلمين نصائح عالم يعرف ما هو العلم وماذا يجمل بالعلماء في طلبه، فكان يقول: ¸تعلموا العلم وتعلموا للعلم السكينة والحلم، وتواضعوا لمن تتعلمون منه وتواضعوا لمن تُعلِّمون، ولا تكونوا جبابرة العلماء فلا يقوم علمكم بجهلكم• ولم يقصر نصائحه على علم الدين ولا على علم الأدب واللغة وحده، بل تناول كل ما عرف من معارف زمانه فقال: ¸تعلموا من النجوم ما يدلكم على سبيلكم في البر والبحر ولا تزيدوا عليه•.
وكان يروي الشعر ويتمثل به ويحث على روايته، وعدَّها من تمام المروءة والمعرفة كما قال لابنه عبد الرحمن: ¸يابني انسب نفسك تصل رَحمك واحفظ محاسن الشعر يحسن أدبك، فإن من لم يعرف نسبه لم يصل رحمه، ومن لم يحفظ محاسن الشعر لم يؤد حقًا ولم يقترف أدبًا•. وقال للمسلمين عامة: ¸ارووا الأشعار فإنها تدل على الأخلاق•. وكان قد ناط مجد المسلمين بالرياضة والفروسية وكتب إلى الأمصار أن ¸علموا أولادكم السباحة والفروسية ورووهم ما سار من المثل وحَسَن الشعر•. ولا يفتأ يذكِّرهم أنه لن تخور قوى ما دام صاحبها ينزع وينزو• أي يرمي بالقوس ويركب ظهور الخيل بغير ركاب وله في كتب الحديث 537 حديثًا.
زوجاته و أبناؤه :
تزوّج عمر تسع زوجات هنّ: زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب، وأم كلثوم بنت عليّ بن أبي طالب، وأم كلثوم بنت جرول بن مالك بن المسيب، وجميلة بنت عاصم بن ثابت بن أبي الأفلح، ولُهَية أم ولد، والدة عبد الرحمن الأصغر، وأم حكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة، وفكيهة أم ولد، وعاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل.
وأما أبناؤه الذكور فهم: عبد الله، وعبد الرحمن، وزيد الأكبر، وزيد الأصغر، وعبيد الله، وعاصم، وعبد الرحمن الأوسط، وعبد الرحمن الأصغر، وعياض؛ أما الإناث فهن: حفصة أم المؤمنين وزوج النبي ³، ورقية، وفاطمة، وزينب.
خلافته و وفاته :
بويع بالخلافة يوم وفاة أبي بكر (سنة ثلاث عشرة للهجرة) بعهد منه. وفي أيامه، فتحت الشام والعراق، والقدس والمدائن ومصر والجزيرة. حتى قيل: انتصب في خلافته اثنا عشر ألف منبر في الإسلام. وهو أول من وضع للعرب التاريخ الهجري، وكانوا يؤرخون بالوقائع، واتخذ بيت مال للمسلمين، وأمر ببناء البصرة والكوفة. وهو أول من دوَّن الدواوين في الإسلام، جعلها على الطريقة الفارسية، لإحصاء أصحاب الأعطيات وتوزيع المرتبات عليهم، ورتب الناس على أسبقيتهم في العطاء والإذن والإكرام. وكان يطوف في الأسواق منفردًا. ويقضي بين الناس حيث يدركه الخصوم. وكتب إلى عماله: (إذا كتبتم لي فابدأوا بأنفسكم). وروى الزهري: كان عمر إذا نزل به الأمر المعضل دعا الشبان فاستشارهم، يبتغي حدة عقولهم وهو أول من تفقد رعيته ليلاً وأول من حمل الدِّرَّة (وهي قطعة من الجلد) وأدَّب بها، ولقد قيل بعده ¸لَدِرَّة عمر أهيب من سيفكم•. وهو أول من سن الجماعة في قيام شهر رمضان وجمع الناس على ذلك، وأول من ضرب في الخمر ثمانين جلدة، وأول من وسّع مسجد الرسول ³، وأخرج اليهود من الحجاز وأجلاهم إلى الشام والكوفة. وكان أول ما فعله، لما ولي، أن ردَّ سبايا أهل الردة إلى عشائرهن، وقال: كرهت أن يصير السبي سبة على العرب. وكانت الدراهم في أيامه على نقش الكسروية، وزاد في بعضها ¸الحمد لله•، وفي بعضها ¸لا إله إلا الله وحده•، وفي بعضها ¸محمد رسول الله•. وكان نقش خاتمه: ¸كفى بالموت واعظًَا ياعمر•. وفي أيامه، عام 18هـ، أصاب الناس مجاعة شديدة، وعرف بعام الرمادة لكثرة ما هلك به من الناس والأنعام جوعاً. وفيه ترك عمر قطع يد السارق وقال: ¸لا يقطع في عذق ولا عام السنة• والعذق: النخلة. فقد رأى عمر أن شرط القطع غير متحقق؛ لأن الضرورة مانع شرعي يبيح للإنسان أكل الميتة والدم ولحم الخنزير، فدرأ عنهم الحد لوجود الشبهة، وهي الجوع الذي لحق بالناس عام الرمادة. استمر الجدب تسعة أشهر، واستسقى عمر بالناس، وسأل العباس أن يدعو الله ويؤمن عمر والناس على دعائه، فأزال الله القحط.
وفي العام نفسه وقع طاعون عمواس بالشام، وهلك فيه خمسة وعشرون ألفاً. ومات فيه أبو عبيدة عامر بن الجراح ومعاذ بن جبل ويزيد بن أبي سفيان رضي الله عنهم. فلما بلغ عمر موتهم أمر على الشام معاوية بن أبي سفيان. طعنه غيلة أبو لؤلؤة فيروز الفارسي (غلام المغيرة بن شعبة) بخنجر في خاصرته وهو في صلاة الصبح، وعاش بعد الطعنة ثلاث ليالٍ. وكانت ولايته عشر سنين وستة أشهر وأربع ليال. جعل الخلافة بعده شورى إلى ستة هم (عليّ، عثمان، طلحة، الزبير، سعد، عبد الرحمن بن عوف) وكانت الشورى فيمن يليه في الحكم ثلاثة أيام.
اسمه و نسبه :
هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله ، ينتهي نسبه على بن لؤي القريشي العدوي . و كنية عمر ابو حفص ، و لقبه الرسول صلى الله عليه و سلم بالفاروق لتحريه الحق ، و الصدع به دون أن تأخذه في الله لومة لائم .
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أشراف قريش ، و إليه كانت السفارة في الجاهلية ، إذ أن قريشا كانوا إذا وقع بينهم حرب او بينهم و بين غيرهم حرب بعثوه سفيرا ، و إن نفرهم منافر ، أو فاخرهم مفاخر رضوا به ، وبعثوه منافرا و مفاخرا .
إسلامه :
. أسلم عمر بن الخطاب سنة ست من النبوة بعد أن دخل رسول الله ³ دار الأرقم، وبعد أربعين رجلاً وإحدى عشرة امرأة. وقيل: أسلم بعد تسعة وثلاثين رجلاً وعشرين امرأة، فكمل الرجال به أربعين رجلاً. ويروى عن ابن عباس أنه قال: ¸أسلم مع رسول الله ³ تسعة وثلاثون رجلاً وامرأة، ثم إن عُمر أسلم فصاروا أربعين، فنزل جبريل عليه السلام بقوله تعالى: ﴿يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين﴾ الأنفال: 64. .
وكان النبي ³ يقول: (اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب، قال عبد الله بن ع مر راوي الحديث وكان أحبهما إليه عمر ) رواه الترمذي بإسناد صحيح. وعن ابن عباس، رضي الله عنه، أنه لما أسلم عمر كَبّر أهل الدار تكبيرة سمعها أهل المسجد، وقال: يا رسول الله ألسنا على الحق؟ قال (بلى) قال: ففيم الاختفاء؟ فخرج رسول الله ³. وعن صهيب بن سنان، قال: لما أسلم عمر رضوان الله عليه، ظهر الإسلام، ودعي إليه علانية، وجلسنا حول البيت حلقًا وطفنا بالبيت، وانتصفنا ممن غلظ علينا، ورددنا عليه بعضًا مما كان يأتي به.
هجرته :
عن عبد الله بن العباس، قال: قال لي عليّ بن أبي طالب: ما علمت أن أحدًا من المهاجرين هاجر إلا مختفيًا، إلا عمر بن الخطاب، فإنه لما هَمَّ بالهجرة تقلّد سيفه، وتنكب قوسه، و انتضى في يده أسهمًا، ومضى قِبل الكعبة، والملأ من قريش بفنائها، فطاف بالبيت سبعًا متمكنًا، ثم أتى المقام فصلى متمكنًا، ثم وقف على الحلق واحدة واحدة، وقال لهم: شاهت (قَبُحت) الوجوه، لا يُرْغِمُ الله إلا هذه المعاطس، من أراد أن تَثكُله أمه، ويوتِم (أي ييتِّم) ولده، ويرمل زوجته، فليلقني وراء هذا الوادي. قال علي رضي الله عنه فما تبعه أحد إلا قوم من المستضعفين عَلَّمهم وأرشدهم، ومضى لوجهه.
شهوده غزوة بدر و غيرها :
وغيرها. شهد عمر بن الخطاب مع رسول الله ³ غزوة بدر، وأُحد، والخندق، وبيعة الرضوان، وخيبر، والفتح، وحُنين، وغيرها من المشاهد، ولم يغب عن غزوة غزاها رسول الله ³. وكان أشد الناس على الكفار. وأراد رسول الله ³ أن يرسله إلى أهل مكة يوم الحديبية، فقال: ¸يارسول الله، قد علمت قريش شدة عداوتي لها، وإن ظفروا بي قتلوني•، فتركه وأرسل عثمان بن عفان.
وهو الذي أشار على رسول الله ³ بقتل أسرى المشركين ببدر، والقصة مشهورة. وهو من الصحابة الذين ثبتوا مع رسول الله ³ يوم أُحد. وقد بعثه رسول الله ³ في شعبان سنة سبع للهجرة أميرًا على سرية في ثلاثين رجلاً إلى عجر هوازن بتربة، وجاء عمر محالهم فلم يلق منهم أحدًا، فانصرف راجعًا إلى المدينة.
علمه :
كان عمر وافر الحظ من العلم والفقه، سواء ما كان عليه في الجاهلية من عظيم شغف بالشعر والأمثال والطرف الأدبية، أو ما حاز من وافر حظ من علم الشريعة في الإسلام. فهو الخطيب الموهوب والمؤرخ الأديب والفقيه المشهور بين الفقهاء كاشتهار أدبه والمطَّلع على تاريخ قومه. فكان عبد الله بن مسعود يقول: ¸كان عمر أعلمنا بكتاب الله، وأفقهنا في دين الله• وكان إذا اختلف أحد في قراءة الآيات قال له: اقرأها كما قرأها عمر، وأطنب فقال: ¸لو أن علم عمر بن الخطاب وُضع في كفة ميزان، ووضع علم الأرض في كفة لرجح علم عمر بعلمهم، ولقد كانوا يروون أنه ذهب بتسعة أعشار العلم•. وقال محمد بن سيرين: ¸إذا رأيت الرجل يزعم أنه أعلم من عمر فشك في دينه•. وكل ما فسر به آي القرآن في معرض الحكم والعظة فهو التفسير الراجح في وزن العقل والدين، وكل ما استخرجه من أحكام الشريعة فهو الحكم الواضح الصحيح.
كان ينصح للعلماء والمتعلمين نصائح عالم يعرف ما هو العلم وماذا يجمل بالعلماء في طلبه، فكان يقول: ¸تعلموا العلم وتعلموا للعلم السكينة والحلم، وتواضعوا لمن تتعلمون منه وتواضعوا لمن تُعلِّمون، ولا تكونوا جبابرة العلماء فلا يقوم علمكم بجهلكم• ولم يقصر نصائحه على علم الدين ولا على علم الأدب واللغة وحده، بل تناول كل ما عرف من معارف زمانه فقال: ¸تعلموا من النجوم ما يدلكم على سبيلكم في البر والبحر ولا تزيدوا عليه•.
وكان يروي الشعر ويتمثل به ويحث على روايته، وعدَّها من تمام المروءة والمعرفة كما قال لابنه عبد الرحمن: ¸يابني انسب نفسك تصل رَحمك واحفظ محاسن الشعر يحسن أدبك، فإن من لم يعرف نسبه لم يصل رحمه، ومن لم يحفظ محاسن الشعر لم يؤد حقًا ولم يقترف أدبًا•. وقال للمسلمين عامة: ¸ارووا الأشعار فإنها تدل على الأخلاق•. وكان قد ناط مجد المسلمين بالرياضة والفروسية وكتب إلى الأمصار أن ¸علموا أولادكم السباحة والفروسية ورووهم ما سار من المثل وحَسَن الشعر•. ولا يفتأ يذكِّرهم أنه لن تخور قوى ما دام صاحبها ينزع وينزو• أي يرمي بالقوس ويركب ظهور الخيل بغير ركاب وله في كتب الحديث 537 حديثًا.
زوجاته و أبناؤه :
تزوّج عمر تسع زوجات هنّ: زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب، وأم كلثوم بنت عليّ بن أبي طالب، وأم كلثوم بنت جرول بن مالك بن المسيب، وجميلة بنت عاصم بن ثابت بن أبي الأفلح، ولُهَية أم ولد، والدة عبد الرحمن الأصغر، وأم حكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة، وفكيهة أم ولد، وعاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل.
وأما أبناؤه الذكور فهم: عبد الله، وعبد الرحمن، وزيد الأكبر، وزيد الأصغر، وعبيد الله، وعاصم، وعبد الرحمن الأوسط، وعبد الرحمن الأصغر، وعياض؛ أما الإناث فهن: حفصة أم المؤمنين وزوج النبي ³، ورقية، وفاطمة، وزينب.
خلافته و وفاته :
بويع بالخلافة يوم وفاة أبي بكر (سنة ثلاث عشرة للهجرة) بعهد منه. وفي أيامه، فتحت الشام والعراق، والقدس والمدائن ومصر والجزيرة. حتى قيل: انتصب في خلافته اثنا عشر ألف منبر في الإسلام. وهو أول من وضع للعرب التاريخ الهجري، وكانوا يؤرخون بالوقائع، واتخذ بيت مال للمسلمين، وأمر ببناء البصرة والكوفة. وهو أول من دوَّن الدواوين في الإسلام، جعلها على الطريقة الفارسية، لإحصاء أصحاب الأعطيات وتوزيع المرتبات عليهم، ورتب الناس على أسبقيتهم في العطاء والإذن والإكرام. وكان يطوف في الأسواق منفردًا. ويقضي بين الناس حيث يدركه الخصوم. وكتب إلى عماله: (إذا كتبتم لي فابدأوا بأنفسكم). وروى الزهري: كان عمر إذا نزل به الأمر المعضل دعا الشبان فاستشارهم، يبتغي حدة عقولهم وهو أول من تفقد رعيته ليلاً وأول من حمل الدِّرَّة (وهي قطعة من الجلد) وأدَّب بها، ولقد قيل بعده ¸لَدِرَّة عمر أهيب من سيفكم•. وهو أول من سن الجماعة في قيام شهر رمضان وجمع الناس على ذلك، وأول من ضرب في الخمر ثمانين جلدة، وأول من وسّع مسجد الرسول ³، وأخرج اليهود من الحجاز وأجلاهم إلى الشام والكوفة. وكان أول ما فعله، لما ولي، أن ردَّ سبايا أهل الردة إلى عشائرهن، وقال: كرهت أن يصير السبي سبة على العرب. وكانت الدراهم في أيامه على نقش الكسروية، وزاد في بعضها ¸الحمد لله•، وفي بعضها ¸لا إله إلا الله وحده•، وفي بعضها ¸محمد رسول الله•. وكان نقش خاتمه: ¸كفى بالموت واعظًَا ياعمر•. وفي أيامه، عام 18هـ، أصاب الناس مجاعة شديدة، وعرف بعام الرمادة لكثرة ما هلك به من الناس والأنعام جوعاً. وفيه ترك عمر قطع يد السارق وقال: ¸لا يقطع في عذق ولا عام السنة• والعذق: النخلة. فقد رأى عمر أن شرط القطع غير متحقق؛ لأن الضرورة مانع شرعي يبيح للإنسان أكل الميتة والدم ولحم الخنزير، فدرأ عنهم الحد لوجود الشبهة، وهي الجوع الذي لحق بالناس عام الرمادة. استمر الجدب تسعة أشهر، واستسقى عمر بالناس، وسأل العباس أن يدعو الله ويؤمن عمر والناس على دعائه، فأزال الله القحط.
وفي العام نفسه وقع طاعون عمواس بالشام، وهلك فيه خمسة وعشرون ألفاً. ومات فيه أبو عبيدة عامر بن الجراح ومعاذ بن جبل ويزيد بن أبي سفيان رضي الله عنهم. فلما بلغ عمر موتهم أمر على الشام معاوية بن أبي سفيان. طعنه غيلة أبو لؤلؤة فيروز الفارسي (غلام المغيرة بن شعبة) بخنجر في خاصرته وهو في صلاة الصبح، وعاش بعد الطعنة ثلاث ليالٍ. وكانت ولايته عشر سنين وستة أشهر وأربع ليال. جعل الخلافة بعده شورى إلى ستة هم (عليّ، عثمان، طلحة، الزبير، سعد، عبد الرحمن بن عوف) وكانت الشورى فيمن يليه في الحكم ثلاثة أيام.
احول بس مسمسم- عدد المساهمات : 78
نقاط : 25742
تاريخ التسجيل : 01/12/2010
مواضيع مماثلة
» أبو بكر الصديق رضي الله عنه
» وفاة النبي صلى الله عليه و سلم
» مااروعك ياحبيبي .... يارسول الله
» أصع ـب سؤال.. محمد جار الله السهلي..
» من أروع ما قال الإمام الشافعي رحمه الله
» وفاة النبي صلى الله عليه و سلم
» مااروعك ياحبيبي .... يارسول الله
» أصع ـب سؤال.. محمد جار الله السهلي..
» من أروع ما قال الإمام الشافعي رحمه الله
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى